2023-04-25 20:15:12
#ومضات_تاريخية
كانت مصر في زمن الظاهر بيبرس تحارب الدولة البيزنطية والتتار والصليبيين في نفس التوقيت.
وقضت عليهم بعد أن كسرت شوكة التتار في عين جالوت وذلك بعد أن اجتاح التتار آسيا كلها والدول الإسلامية حتى أُسقِطَت بغداد ثم الشام ثم جعل الله بداية نهايتهم على يد (مصر الإسلامية).
مصر التي رفض أغلب جيشها تسجيل أنفسهم في سجل الجُند من أجل أخذ الراتب العسكري.
كان أغلب الجيش يخرج من أجل الله فقط ولا شيء آخر.
كان بالجيش الكثير من الموحدين من كل قطر إسلامي من المغرب الإسلامي ومن الشام وأفريقية وبلاد الحجاز والرافدين وإيران السُنية وأتراك آسيا، الجميع ليس لهم هَم إلا حماية بَيضة الأُمة.
وبدون مبالغة.. لولا مصر في هذا الزمن ما كان هناك أمة إسلامية متماسكة لعقود وربما قرون قادمة.
ولا يمنع هذا من قيام باقي أقطار الأمة بدور مشابه في فترة من الزمن.
مصر يا سادة هي رجل الأمة المريض ولكنه لا يموت أبدا كعادة الأمة الإسلامية كلها.
أرجوكم لا تقللوا من قدر هذه الأمة المصرية ولا من قدر شعبها.
وما أصاب الأمة كلها من وهن وضعف هو نفسه ما أصاب شعب مصر.
فلا يوجد ملائكة عرب في الشرق والغرب وشياطين في مصر، بل يوجد في كل بقعة الصالح والطالح.
هذا ليس كلام نعرة قومية أو جغرافية ضيقة ولكنه كلام الأخذ بيد مصر لأن الأمة تحتاج إليها ووجودها من وجود الأمة الإسلامية كلها.
حفظ الله مصر وأرضها وشعبها المسلم وجعلها حصنا منيعا خادما للأمة الإسلامية كلها.
ثم بُعداً بُعداً لمن يريدها علمانية منفصلة عن دينها وأمتها.
مصر إسلامية وستبقى إسلامية رغم أنف من يريدها غير ذلك.
....
كتاب (هتاف المجد) د. علي الطنطاوي.
86 views17:15